السؤال :
في الوقت الذي استبشرنا فيه خيرا بتوقيع اتفاقيات شراكة لإحداث 4 مؤسسات جامعية بجهة كلميم واد نون في عهد سلفكم الوزير سعيد أمزازي، وذلك في دجنبر 2020، وكانت الوزارة المنتدبة المكلفة بالتعليم العالي والبحث العلمي حاضرة أثناء التوقيع إلى جانب كل من وزار التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي وجهة كلميم واد نون ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل وجامعة ابن زهر، إذا بنا نواجه بقايا السراب في تمتيع هذه الجهة بأقاليمها الأربعة، كلميم وآسا الزاك وسيدي افني وطانطان، ببنيات التعليم العالي هي الغاية الأولى والمتنفس الذي بقي لأبناء الجهة الذين تلتهمهم أمواج الهجرة السرية من جهة وتدكهم طواحين البطالة والتهميش من جهة أخرى. لا يجب أن يغيب عن بالكم أن جهة كلميم واد نون هي الجهة الوحيدة المستثناة من برامجكم وخططكم في إرساء بنيات جامعية بها من دون باقي الجهات الأخرى اللهم إلا النواة أو المركز الجامعي الذي لا يرقى حتى لمستوى كلية للاقتصاد والتدبير والقانون والعلوم الاجتماعية، كما يفترض، وهو لا يستجيب للطلب المتزايد على التكوين العالي والبحث العلمي للجهات الصحراوية الثلاث . وحتى توزيع مكونات الدراسة بهذا المركز /النواة إلى أنوية صغرى لم يزد إلا في بلقنة الاهتمام العلمي، وتشتيت الجهود المفترضة في جامعة حقيقية يكون مقرها هو عاصمة الجهة كلميم، وتستجيب لمختلف التخصصات المتجانسة إسوة بباقي جامعات المغرب. إن النواة المذكورة لا تحمل من اسم مشروع جامعة حقيقية إلا التمويه، حيث لا تتجاوز بنيتها مدرجا واحدا وست (6) قاعات. ولعلمكم السيد الوزير المحترم، فهذه النواة التي نثمن تواجدها على أرض الجهة، لكنها تجر سلبيات ليس أقلها أن الطلبة من التخصصات الأدبية والعلمية لا يجدون امامهم بدا من ولوج هذه النواة في ظل غياب بنيات تستقطبهم وتتجانس مع تخصصاتهم مما يدخلهم في دوامة لا تنتهي في الغالب إلا بالهدر ومغادرة مدرج الجامعة نحو المجهول. فهي لا تفسح المجال لاختيارات متعددة بل الاختيار قسري يجد الكثيرات والكثيرون أنفسهم مجبرين على الانصياع له ..بين طالب أدبي عاجز يختار الاقتصاد مكرها، وطالب علمي متفوق مرغم على اختيار الاقتصاد مجبرا ..والكثيرون انقطعوا بسبب بعد المسافات عن أكادير ومراكش والرباط. سيدي الوزير المحترم، لا أجد تكييفا لهكذا وضع إلا أنكم تمعنون في إقصاء ممنهج وغير عادل لجهة كلميم واد نون ومن ورائها باقي جهات الجنوب، مع العلم انه تم تفويت عقار عن طريق هبة من طرف محسن ينتمي الى المنطقة وذلك لفائدة الوزارة المعنية لإقامة كلية للعلوم الاقتصادية والمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير. كما ان الجماعات الترابية المعنية بالمشروع التزمت بشقها في المشروع، وان الجهة اوفت بالتزاماتها المالية تجاه المشروع لكن لا حياة لمن تنادي.
