الحماية من الفيضانات والحد من آثارها

السيد الوزير المحترم؛ فعلاً، تعرف بلادُنا مرحلة جفاف نرجو أن نتجاوزها، وأن يرحمنا الله بالغيث النافع. غير أنَّ عامل التغيرات المناخية الذي يُؤدي إلى الجفاف هو نفسه الذي يؤدي إلى ظواهر أخرى قصوية في مقدمتها الفيضانات. وبلادنا تعيش، الآن، على إيقاع بوادر الأمل في أمطار الخير، لا بد من أن نثير معكم، السيد الوزير، مسألة التحضير الاستباقي لاحتمال فيضان الأودية ومجاري المياه في كافة مناطق بلادنا. ذلك أنَّ التجارب تعلمنا أنَّ الفيضانات التي شهدتها بعض المناطق، في مواسم ماضية، أسفرت، إلى جانب الخسائر المادية الجسيمة في الممتلكات، خسائر في الأرواح أيضا. وهو ما يتطلب منكم تحضيراتٍ جيدة وشاملة، بناءً على رصد النقط الجغرافية المهددة بالفيضانات لا قدَّر الله، مع تعبئة الوسائل والتجهيزات والمعدات اللازمة لمواجهة أيِّ وضعية محتملة للفيضانات. ذلك أنَّ الاضطرابات الجوية الإستثنائية تؤدي، عادةً في المواسم الممطرة، إلى ارتفاع صبيب بعض الوديان؛ وانهيار المنازل؛ وانقطاع حركة السير على مستوى عدة محاور طرقية؛ وإلى عزلة بعض المناطق النائية أو الجبلية؛ والانقطاع المؤقت لتزود بعض المناطق بالماء الشروب والتيار الكهربائي. وعليه، نسائلكم، السيد الوزير، عن مخططكم المتعلق بمواجهة مخاطر الفيضانات، سواء فيما يتعلق بالمنشآت والبنيات التحتية الموجهة للحماية من الفيضانات، أو فيما يتصل بالرصد والإنذار؛ أو فيما يرتبط بالتنسيق بين مختلف السلطات العمومية المعنية، أو كذلك فيما يتصل بإعداد وسائل وتجهيزات التدخل الإستعجالي؟ وتقبلوا، السيد الوزير، فائق عبارات التقدير والاحترام.

شارك المقال :

Facebook
Twitter
LinkedIn

اقرأ أيضا